الصورة الكلاميّة أحد المفاهيم الجاحظيّة التي قدّمها في حديثه عن بلاغة المطابقة، وهي عنده الناتج النهائي المدهش الباعث في المتلقي شغف البحث عن سبب المزيّة وسرِّ الإدهاش. وأخذ أصحابُ النظم بالصورة الكلاميّة لأنّها حقيقةٌ ذات دلالة على منتجها، وأصحابُ النظم يبحثون في مزيّتها المدهشة، والكيفيّات التي أنتجتها. والفرق بين الفريقين أنّ مكمن المزيّة عند المتكلّمين هو في فن اختيار الألفاظ؛ إذ بالاختيار يقع التفاضل بين الطبقات والأفراد، ويعرفُ ثراء المرء من فقره، ويصبحُ حجاب المعنى ظاهرًا لا غموض فيه. أما مكمن المزيّة عند أصحاب النظم فهو في التوفيق بين مقاصد الكلام وأغراض المتكلّم، والمزيّة عندهم في الوحدات الطويلة القائمة على مسندٍ ومسند إليه بينما هي عند المتكلمين في المفردات داخل الوحدات الكلامية...